من حوالي شهر كده رجعت من الكلية العجيبة اللي انا فيها
و قررت اعمل عصيان والقي بالمذاكرة جانبا
واتفرج على التلفزيون
و انا باقلب في القنوات لقيت فيلم اجنبي لجون ترافولتا
و على الرغم من اني مش من معجبيه لكن قلت اهوه اتفرج واستعيد مواهبي في النقد الفني
لاول مرة اتفرج على فيلم اجنبي واخذ بالي من اسمه لا وكمان من اسم البطل ......اصلي بصراحة مش بدقق في
الحاجات دي
المهم
الفيلم كان(MAD CITY) فكرة الفيلم ببساطة بتحكي عن مواطن امريكي(سام) بيشتغل حارس امن في متحف وامينة المتحف بتقرر انها تستغنى عن خدماته بسبب العجز المالي عن دفع مرتبه
وكمان لا عندها حارس اخر ذو خبرة اعلى
سام بيقرر انه يهدد امينة المتحف بسلاح ناري وشنطة مليانة ديناميت .... لعلها تسمح باستمرره في العمل
لكنه بيتورط في قضية قتل الحارس زميله وصديقة الاسود اللي حاول مقاومته لحماية الاطفال فخرجت رصاصة عن طريق الخطأ اصابته
و كمان بيضطر يحتجز اطفال كانوا في زيارة للمتحف مع المشرفة وامينة المتحف
من خلال احداث الفيلم بنكتشف احد الاعلاميين بيكون على مقربة من المكان وبيحاول يستغل ده في عمل سبق صحفي ونقل الحدث حي لسكان المدينة
من وجهة نظري هنا بتبدأ الاحداث و الرسالة من الفيلم
سام بيكتشف وجود الاعلامي (ماكس)
و ماكس كمان بيكتشف ضعف شخصية سام واضطرابها
و ان ما بدر منه كله ناتج عن تفكير خاطئ متسرع فبيقود هو دفة الامور
هنا الفكرة
اعلامي متميز عايز يعمل خبر وبروباجندا و يواصل حياته العملية بنجاح
و انسان عادي متسرع طفولي له بيت واسرة فجأة بيهدده الفقر نتيجة لتوقفه عن العمل
بيحاول ماكس يكسب الرأي العام لصالح سام ....مش لان سام يستحق ده......لا.....ده هيفيد ماكس في صناعة قصة ينشغل بها الرأي العام
و هنا يظهردور الرأي العام
الرأي العام المتقلب الغير مضمون زي ما بيوضح ماكس لسام
ماكس بيحاول يكسب الرأي العام قدر المستطاع و في حذر لانه ببساطة رأي غير ثابت لكنه مُجدي
خصوصا امام هيئة المحلفين اللي هي برضو جزء من الرأي العام
لكنه بيفشل لوجود منافس له اعلامي اخر بيحاول قدر المستطاع يفشل كل محاولات ماكس
و بجهد بسيط جدا بينجح في تحويل الرأي العام للنقيض
بتظل الحرب الاعلامية قائمة بين ماكس ومنافسه و بيظل سام الكرة الدائرة في ملعب الرأي العام
الى ان يستطيع البوليس ان يحرر الاطفال نتيجة لتوتر سام وتصرفاته المتسرعة جدا
الواضح فيها عدم سيطرته على الموقف
و بينتهي الفيلم بانتحار سام بتفجيره الديناميت و بيصاب ماكس بجروح خلال الانفجار
عندها بتظهر الحقيقة لماكس وانه هو منافسه القصة اللي اراد صنعها هم السبب في انتحار سام الشخصية الطيبة القلقة على اسرتها
فبيعترف بكل اسى انهم هم من قتله
لكن بعد فوات الاوان
القصة طويلة مش كده
لكنها فعلا عجبتني و فكرتني بمسرحية مصرية للكاتب (محمد ابو العلا السلموني ) اسمها "ديوان البقر"
كلا القصتين بتتكلم عن حقيقة اتجاهات الرأي العام و كيفيه صناعته والتاثير فيه
و ازاي انه متقلب غير ثابت سهل الاقتياد على الرغم من فاعلية اثره
بطل الفيلم سام مش شخصية بشعة وشريرة ولا هو في نفس الوقت ملاك
لكنه شخصية مجتمعية موجودة اخرجها الاعلام من اطارها الطبيعي وحاول يشكلها كما يحلوا له
لعمل قصة وفكرة فحدث اعلامي ضخم
اجتذاب الرأي العام القلق على وضع اسرة ربها قد يُسجن وتحرم من العائل ...
و على الجانب الاخر استطاع المنافسين من تصوير القضية على انها تفرقة عنصرية لان الحارس الابيض قتل الحارس الاسود في مجتمع عانى لسنوات من حروب عنصرية اهلية
ولان المختطف شخص شرس بشع اختطف اطفال ليساوم عليهم
كلا الصورتين بعيدة عن الواقع لكنها لعمل حدث جذاب لاغراض شخصية بحتة
و ده بالضبط اللي حصل في مسرحية (ديوان البقر) رسم صورة للرأي العام على اساس احدى الخرافات ونسبها للدين من اجل الوصول للحكم
يا ترى كام مرة اتعرضنا لصورة مغلوطة لمجرد جذب انتبهنا و استخدام ردود افعالنا لمصالح شخصية؟؟؟؟؟؟؟